الاثنين، 2 مارس 2009

التملك

لا يوجد كائن على هذة الارض غير الانسان يعطي لنفسه الحق في تملك الارض. فلم نسمع يوما ان رجل لم يزرع ارضا او يبني فيها لانها ملك لبقرة او كلب وغير ذالك. لا يوجد اي كائن يدعي ملكية الارض غير االنسان, فإذا ماكنت اي قطعة ارض مناسبة لعيش الانسان فلا يوجد هناك من يمنعه من الاستفادة منها.
تم تقسيم الارض الى دول كل دولة لها مساحة من الارض من قبل الانسان وليس غيره, واذا ما كان هنالك جزء من الارض لم يتم تقسيمه كالبحار الدولية والمناطق القطبية, فهذه المناطق ماتزال متاحة للإنسان لكي يدعي ملكيتها ويقوم بتقسيمها اذا ما توفرت له سبل العيش فيها, ماتزال المحيطات غير مملوكة لم تقم الحيتان بتقسيمها ولا اي كائن اخر.
الانسان يشترك مع الكثير من الحيوانات في الكثير من السمات والخصائص. في التنفس والاكل والنضر والسمع والشم. كما وان بنية الانسان البايلوجية والحيوية لا تختلف كثيراً عن الحيوانات الثدية فهو يأكل ويفرز كما تفعل تلك الحيوانات ويتناسل كما تتناسل ويموت ويولد كما تموت وتولد تلك الحيوانات. وكما ان هنالك حيوانات اضعف من الانسان في القوة العضلية و في السمع والبصر والشم فإن هنالك ايضاً حيوانات اقو من الانسان في كل ذلك. اما بالنسبة للعقل فقد يعتبر عقل الانسان هو الاكمل بصفة عامة من بين تلك الحيوانات ولكن العقل له وظائف كثيرة قد يجيد عقل كائن اخر وظيفة ما اكثر من ما يجيدها عقل الانسان. الانسان هو الاكمل عقلاً والفهد هو الاسرع عدواً والنسر قد يكون الاقوى بصراً والكلب الاقوى في حاسة الشم وهكذا يتميز بعض عن بعض في بعض الاشياء, وهذا يعني اننا ننتمي الى بعضنا البعض واننا الانسان وبقية الاحياء بعضنا من بعض ولا يجوز ان ينتهك احدنا حقوق الاخر او ان يستحقر الاخر , فلماذا الانسان ينسب الارض لنفسه غير ابه بأي موجود اخر.
قد يعتبر الانسان نفسه الاقدر على حماية بقية الكائنات والحفاظ على مصالحها وبقائها وأنه لا يمكن لائي حيوان اخر ان يقوم بذلك الدور, وهذا هو الواقع فالانسان هو الاصلح والاقدر على القيام بدور الوصاية على الارض والكائنات فيها, فهل قام الانسان بذلك الدور كما ينبغي عليه ام انه قصر في ذلك؟ هل ينظر الانسان الى مصالح الاخرين كما ينظر الى مصلحة جنسه؟ ام انه لايأبه بانقراض من انقرض ولا معاناة من عانا؟ الحيوانات لا تبدي اعتراضا على اي تصرف خاطئ وضد مصلحتها يقوم به الانسان, او ان اعتراضها على تصرفات الانسان غير مفهوم للانسان, فمن يفسر شكواها واعتراضاتها ومعاناتها للإنسان حتى يفهمها ويلبي مطالبها باعتباره هو الكائن الوصي عليها, وبما ان بقية الكائنات لا تمتلك اي وسيلة ضغد ضد الانسان سوى الفناء والانقراض وحرمان النسان من المصالح العائدة له من وجودها(فالانسان لا ينظر الى لمصلحته), وبم ان وسيلة الضغد هذه غالبا ماتأتي متأخرة وبعد فوات الاوان, فإنه يجب تمليك تلك الكائنات وسيلة ضغد اخري, وقبل ذلك يجب تشكيل اداة لتلك الكائنات تستطيع من خلالها ان توصل شكاواها ومعاناتها وتستطيع من خلالها تقديم اعتراضاتها على التصرفات الخاطأة من قبل الانسان. فهل يكف الانسان عن غية وانانيتة ويقوم بواجبه كما ينبغي.

ليست هناك تعليقات: