الجمعة، 6 مارس 2009

المحكمة الدولية

شيء جميل أن يكون هناك محكمة دولية يكون لها دور في حل القضايا وجرائم الحرب الدولية, هذه المحكمة مبدئياً تعتبر انجازاً عظيماً توصل إليه المجتمع الدولي, المحكمة الموجودة ألان في لاهاي استطاعت أن تحظى بتقدير الكثيرين وثقتهم واحترامهم لها رغم أن هذه المحكمة لا تتمتع في الواقع بصفات المحكمة الحقيقية المستقلة التي لا تخضع لأي اعتبارات. الشيء الرائع في هذه المحكمة هو أنها محكمة دولية وتعكس حلم شعوب العالم في عالم واحد يسوده العدل والمساواة.وإن كانت هذه المحكمة موجودة بالفعل وتمارس مهامها وأعمالها كما يبدو وكأنها محكمة ويتم الحديث عنها ووصفها وتسميتها بالمحكمة, إلى أن الواقع يقول أن محكمة العدل الدولية لا تزال حلم فقط لم يتحقق. ما زالت محكمة العدل الدولية الحالية لا تعكس الحلم في وجود محكمة دولية حقيقية, فالحالية لا تزال غير شرعية عند بعض البلدان فكيف تكون دولية, وأيضا لا تحقق العدالة بشكل متساوي للجميع وتنحاز لبعض الأطراف, كما وأنها غير مستقلة استقلالاً تاماً. المحكمة الدولية الحالية أحيانا تكون أداة لنشر وتكريس الظلم في العالم كونها تتستر تحت غطاء شرعي واسم لامع وهدف نبيل وتمارس أحيانا إعمالا مسيئة ومخلة للعدل والمساواة والسلام الدولي.وإن كانت هذه المحكمة قد أصدرت بعض الأحكام الرادعة ضد بعض مجرمي الحرب الدوليين وتسعى إلى محاكمة آخرين لهم رصيد من الجرائم , إلى أن تلك الأحكام والاتهامات ليست أحكاما واتهامات صادرة بشكل كامل من المحكمة الدولية فهناك أطراف أخرى خارج المحكمة لها دور كبير في إصدار تلك الأحكام.حدث وأن صدر عن المحكمة حكماً في أحقية اليمن في استعادة جزيرة حنيش الكبرى التي احتلتها اريتريا في عقد التسعينات الماضي, وكانت المحكمة في ذلك الوقت مضطرة لإصدار حكم عادل كذلك الحكم لأسباب عدة منها أن اليمن كان موقفها قوي قانونياً أضف إلى ذلك أن اليمن وبحكمة نادرة قل ما تحدث لم تستخدم القوة لاستعادة الجزيرة رغم قوتها وقدرتها وحقها في القيام بذلك, لم تفعل حفاظاً على الأرواح من الجانبين ونقلت قضية الجزيرة مباشرتاً إلى محكمة العدل الدولية وأظهرت ثقة كاملة في المحكمة, لذا لم يكن هنالك من مناص للمحكمة إلى أن تصدر حكمها وفقاً للمعطيات وليس لأي اعتبارات أخرى كي تكون عند مستوى الثقة ولا تلطخ سمعتها.فلكي تكو ن المحكمة الدولية محكمة حقيقية يجب أن تحظي هذه المحكمة باعتراف وثقة وتقدير الجميع وأن تكون عند مستوي حسن ظن من أحسن الظن بها. ما لم تكسب هذه المحكمة ثقة الجميع (وهذا المسألة راجعة للمحكمة والمنظمة الدولية التي تنتمي إليها وحدهما, فهي التي يمكنها أن تكسب ثقة الجميع وهي التي يمكن أن تفقد ثقة الجميع) فهي إذا محكمة غير شرعية.كلنا أمل في أن يتحسن وضع الأمم المتحدة ويكون دورها وأعمالها تعكس أهدافها وليس أي أهداف أخرى خارج المنظمة.

ليست هناك تعليقات: