الاثنين، 25 أبريل 2011

الطلاء الغير قابل للإزالة.

"ساحة التغرير" هذه العبارة قالها الشيخ عبدالمجيد الزنداني واحد من كبار
العلماء في اليمن في الخطاب الذي ألقاه في تقاطع الجامعة أو ساحة
التغيير. لكنها كانت زلة لسان ثم يعود الشيخ ويصحح كلامه ويقول ساحة
التغيير، ربما ان ذهوله بالحشد قد اربكه، ما أضعف الإنسان عند ملاقاة كم
سيكون ارباكه ومن له من معين سوى الله ليعينه على نطق الشهادة. ثم يسترسل
في كلامه ويقول للمعتصمين ان الطلائ الذي لا يمكن ازالته الذي يضعه
المعتصمين على وجوههم يعتبر من نواقض الوضوء ولا تصح الصلاة إلى بازالته
عن الجسم. "الخلاف على نواقض الوضوء، " الرئيس اليمني علي عبدالله صالح
سبق وأن نصح علماء الأمة على عدم التركيز على الخلافات في الأمور الصغيرة
مثل نواقض الوضوء في ظل ما يجري من احداث تهدد أمن الأمة والاهتمام
بالمسائل الكبيرة الحاصلة حاليا والتي تستدعي من العلماء التدخل وارشاد
الناس فيها. اليمن يمر بأزمة كبيرة وضحاياها حتى اليوم بالمآت فمن قتلهم
أليست الفوضى هي التي تسببت في قتلهم. فلما لم يحذر من خطورة اسقاط
النظام في اليمن في ظل الظروف الحالية وآثاره السلبية على الأمن. الشيخ
عبد المجيد الزنداني كان يعرف جيدا أثناء القائه للخطاب انه يبالغ في
تأييده للاعتصامات وخاصة مطلب التنحي الفوري للرئيس والدليل موقفه
الايجابي من الرئيس شخصيا فلم يسبق لهذا الشيخ اظهار موقف عدائي للرئيس
وبقائه في السلطة يؤيد موفقة ذاك المتشدد في ساحة التغيير أضف إلى ذلك
تعابير وجهه أثناء القائه للخطاب الدالة والله أعلم على عدم رضاه عن ردات
الفعل التي أحدثها خطابه في المعتصمين حيث كانو يهتفون برحيل الرئيس
متأثرين بخطابه بينما بدت لي تعابير وجهه غير راضية عن هتافهم.
الأزمة الحالية في اليمن أدت إلى انقسام الشعب وكذلك العلماء إلى قسمين
قسم مؤيد للرئيس وقسم معارض له. يمكن ان نلتمس العذر لعامة الشعب على
اعتبار انهم قد يجهلون حقيقة الوضع في اليمن أو ما هو الاتجاه الصحيح
الذي ينبغي عليهم إتباعه بسبب الحرب الإعلامية القائمة والتضليل الذي
أحدثته. لكن هل من الممكن التماس العذر للعلماء على هذا الانقسام؟ يمكن
ذلك، كل شيء وارد فالعالم ليس معصوم من الخطاء فهم بشر مثلنا ويمكن ان
يقعون في الأخطاء. لكن ليس كل العلماء أولياء، يوجد فيهم الكثير من ضعاف
النفوس فمنهم من يخاف من البشر أكثر من خوفه من الله ومنهم من يعمل
لأغراض دنيوية ونسوا أن الدنيا فانية ومنهم من يكتمون العلم خوفا على
حياتهم، كما أن هناك من لا يخاف في الله لومة لائم ويؤمنون بآيات الله
وبكتاب الله القرآن الكريم الذي فيه الآية التي تقول في معناها " ان
الموت الذي تفرون منه لملاقيكم ولو كنتم على بروح مشيدة " فلا ينبغي على
أي مسلم عالما كان أو غير ذلك ان لا يقول الحق لمجرد انه خائف على حياته،
خاصة إذا ترتب على كتمانه للحق ضرر وفتنة كبيرة كما لا يحرم على المسلم
الكذب وتضليل الناس. اما العلماء فإن قولهم الكذب وممارستهم للتضليل
بدافع ابتغاء غرض دنيوي ومصلحة شخصية يعتبر جرم كبير، وهو أيضا جرم كبير
تضليل العالم للناس خوفا.

تأييد الشيخ عبدالمجيد الزنداني للمطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس
له ثلاثة تفسيرات حسب اعتقادي وأنا شخصيا أعتقد بصحة التفسير الثالث.
أولا انه يعتقد أن مطلبهم (مطلب المعتصمون) هو مطلب حق وان صلاح الأمة
هو في ما يدعون اليه بالرحيل الفوري للرئيس وأن عدم الرحيل الفوري فيه
فساد للأمة ومصالحها وبقائه رئيس للبلاد هو شر مطلق كما يقول المحتجين أو
الشباب الثائر، وهذا هو ما ظهر للناس في خطابه. إذا كان هذا صحيحا فلماذا
لم يظهر موقفه هذا في وقت سابق لماذا لم يدعو الناس للمطالبة برحيل علي
بعد ان رحل زين العابدين بن علي ونجاح الثورة التونسية التي اعتبرها
براءة اختراع فالتونسيين لم يطلبو من أحد أي عوائد مادية نظير استخدامه
لبراءة اختراعهم فكان من الأحرى به بل من الواجب عليه إذا كان ذلك هو
موقفه الحقيقي أن يصدر فتوى في شرعية وضرورة الخروج للشوارع لترحيل أو
طرد الرئيس من بلده باستخدام الاختراع التونسي المتاح. لماذا لم يفعل
ذلك.
ثانيا قد يكون الشيخ رأى ان ما يسمى بالثورة هي في طريقها الحتمي للنجاح
وتحقيق هدفها وان معارضي الثورة لم يعودوا يشكلوا رقما له تأثير فقرر
الشيخ ضم صوته للأغلبية المرشحة لادارة البلاد مستقبلا والانضمام إلى
الأغلبية أو المنتصر أو المرشح للانتصار دون الاكتراث إلى ما إذا كانوا
أصحاب حق أم لا هو أمر غير صائب ، إذا كان هذا صحيح نسأل الله العافية
والهداية لعالمنا الكبير الشيخ الزنداني.
ثالثا قد يكون نزول الشيخ إلى ساحة التغيير هو محاولة منه لتقريب وجهات
النظر المتباينة بين الرئيس وألمحتجين ولحلحلة الخلاف أو سوء الفهم
الحاصل ولكن أجواء ساحة التغيير الرافضة تماما لذكر حسنة واحدة للرئيس
حالت بينه وبين ذكر أي شيء يدل على أن الرئيس لا يزال محل ثقة ويمكن
التفاوض معه وانه مستعد أن يتخلى عن السلطة وينقلها لغيره بالطرق الغير
فوضوية كما وعد وامكانية نقل السلطة وحل الأزمة بدون الرحيل الفوري
للرئيس على اعتبار ان الرئيس في موقفه الظاهر والمعلن يتفق مع المحتجين
على حتمية رحيله عن السلطة ولكن الخلاف هو على أسلوب الرحيل، هل يكون
بالأسلوب الثوري كما يريده المحتجين أم بأسلوب طبيعي وحضاري وديمقراطي
كما يصر عليه الرئيس، إذا كان ما دفع الشيخ لتأييد الثوار هو الخوف من
إصرار المعتصمين على اعتبار من بذكر الرئيس بذرة من الخير هو مجرم هو
التفسير لموقفه فإن هذه صفة لم أكن اعرفها عن الشيخ.

الشيخ الزنداني اجتهد كثيرا في التعلم حتى وصل إلى مرتبة عالية في العلم
ويعرف الكثير عن علوم الدين والسياسة والفلك والطب إلى غير ذلك، لكن هل
كل ذلك العلم يمنعه من ان لا يحمل صفة الجبن ويكون وخائفا لدرجة أن خوفه
من بعض الأشياء تمنعه من قول بعض الأشياء التي ينبغي عليه كعالم ان يبوح
بها.
الشيخ أحمد ياسين قتله اليهود وكان وحيدا لم يكن معه حرس سوى من كان يقود
كرسيه المتحرك وهو رجل ذو شأن كبير. فما هو إذا شأن الزنداني إذا لم يكن
معروفا إلى في اليمن لماذا لا يتنقل إلى في ظل حراسة مشددة. من الذي
يخيفه ويستهدف حياته ولماذا.

ليست هناك تعليقات: