الثلاثاء، 26 أبريل 2011

أجندة خفية ومتآمرة بفتح الميم.

عندما كنت طفلا دون الثالثة عشرة
كنت ‏اسخر من كلام الرئيس وكنت أعتقد أن الرئيس متخلف لأنه لم يكن يجيد
اللغة العربية كما يفعل السيد محمد حسني مبارك أو المعلمين في المدرسة
التي كنت ادرس فيها، لكني كنت حينها طفلا لم اتجاوز الثالثة عشرة ولم أكن
أدرك انه لا علاقة تربط بين اجادة اللغة العربية الفصحى وثقافة الشخص
وقدراته.
بعض الشباب الثائرين قاموا بانتاج مادة صوتية انتشرت في الهواتف المحمولة
يسخرون فيها من الطريقة التي نطق بها الرئيس كلمة متآمرة. وفي الواقع
الرئيس فعلا لا يجيد الفصحى وخطاباته تبدو متخبطة لكن ذلك ليس عيبا وهو
يعنى انه لا يؤثر على الناس بالكلام ولكن بعفويته وافعاله وهذه نقطة
ايجابية لصالح الرئيس ولكن العيب في الشباب لأنهم خرجوا عن الموضوعية
ويفكرون كالأطفال.
طلاب يدرسون في جامعة أو بالاصح معسكر صنعاء حالها كحال بقية الجامعات
العربية بلا استثناء لا يأتين بخير. هذه الجامعات تخرج كل عام افواجا من
حاملي الشهادات لكن إلى الشارع لأنهم غير مؤهلين التأهيل الكافي، صحيح ان
هنالك استثناءات بين الخريجين لكنها نادرة كندرة أساتذة الجامعة المؤهلين
للتدريس. كما ان هذا الشبل من ذاك الأسد كذلك فإن هذا الطالب من ذلك
الأستاذ. في هذه الجامعة أي جامعة صنعاء وفي العلوم الانسانية خاصة يتعلم
الطالب الانضباط والاستماع لكل ما يتم تلقينه ويتم تدريبه على الالتزام
بما في الكتب ولا يترك له المجال للابداع فيثق الطالب بأفكار صاحب الكتاب
ثقة عمياء على حساب ثقته بنفسه وأفكاره ومعلوماته المتراكمة، وقليل من
الأساتذة هم من يغرسون الثقة في نفوس طلابهم فالاستاذ الحقيقي هو من يسمح
للطالب بأن يشعر بأنه ليس أقل ذكاء منه وإن كان في ذلك مساس بكبرياء
ومكانة الأستاذ فالهدف اسمى وهو اخراج جيل واثق من نفسه ومؤمن بقدراته.
هذا النوع من الأساتذة موجود ولكنهم اقلية وليس بامكانهم إصلاح ما يفسده
الأغلبية التي ينقصها فقط ارتداء البزة العسكرية فإن طالب تنهد أو اخذ
نفسا عميقا نظر اليه وأخذ منه موقفا على تنهيدته لذلك لم يكن هنالك شباب
متعلم بالمعنى الحقيقي إلى القليل المجتهدين الذي باجتهادهم حصلوا على
رضاء اساتذتهم وكسروا حاجز تبادل الأفكار المنيع الذي بين الأستاذ
والطالب.
كما أعرف فإن الجامعات مستقلة وغير ملزمة بتدريس أفكار الحكومة ولكن
أفكار الأساتذة وفشل التعليم الجامعي في اليمن هو فشلهم ووزير التعليم
العالي والبحث العلمي لديه الوصف الشامل والوافي لحال كوادر الجامعات
اليمنية ومع انه وزير لكنه يقر بعجزه عن تغيير الوضع ويبرر بأن بقائه في
الوزارة العاجزة هو من أجل ادارة الأمر الواقع والتعامل معه كما هو
لصعوبة تغييره ويعد بأنه سوف يجري بعض المحاولات للتغيير.

وحين ترى جامعاتنا النور سوف نحتاج إلى بضعة سنوات لكي نرى شبابا غير
قابلين للإقتياد.
اما شباب اليوم فياللحسرة أكثر من شهرين وهم يفترشون الأسفلت ولم يدركوا
بعد انهم قد حققوا أهدافا في يوم واحد وهو اليوم الأول للإعتصامات حققوا
أهدافا تجاوزت كل ما حققته المظاهرات والاعتصامات التي نظمها المشترك من
العام 2006 وما حققه الحراك منذ ان بدأ حتى تاريخ خروجهم. فبغبائهم ظلوا
في الشارع حتى تكالب عليهم الانقلابيين وسلبوهم انجازهم ولا يزالون حتى
اليوم يستخدمونهم.
تقول المستأجرة توكل كرمان معتلية المنصة "قولوا ارحل فإن سقف المطالب
المرتفع يخضع الحكام لكم فيستجيبوا لكل مطالبكم" وبعد ان خضع الحكام
لمطالب الشباب الحقيقية والعادلة والبريئة او الصافية من أهداف
الانقلابيين ومنها تنحي الرئيس بأسلوب غير فوضوي في سابقة نادرة في تاريخ
اليمن، تعود وتقول المستأجرة توكل "قولوا ارحل فإن هذا هو مطلبنا الوحيد
ولا يوجد مطلب غيره"

مع الاسف لم يتعلم الشباب انه يمكن لمائتي شخص فقط يخرجون في مسيرة ذات
مطلب شرعي عادل ان يحققوا ذلك الهدف في ظل نظامنا الحالي بما فيها
المطالب الكبيرة كتعديل الدستور والانتخابات الرأسية المبكرة او حتى
تغيير النظام نفسه كما جاء في مبادرة الحكومة عندما قدمت عرضا للشباب
وللمعادضة بتغيير النظام إلى نظام برلماني واعادة تقسيم اليمن إلى اقاليم
ذات حكم محلي كامل.

لكن يبدوا لي أن الشباب لا يعرفون ما هو النظام الحالي حتى يتسنى لهم
قبول عرض السلطة او رفضه.

لكن الانقلابيين يعرفون هدفهم جيدا وهم الآن فقط يريدون الاستعجال في
استغلال عود الثقاب الذي اشعله التونسيين في اشعال الحرائق في اليمن قبل
ان تنطفئ.

ليست هناك تعليقات: